وبموته وقبل دفنه، أبرم الذين حالوا بين رسول الله وبين كتابة ما يريد الأمر وقبضوا على زمام السلطة في غياب قريش كلها وغياب العترة الطاهرة، وغياب عميدها، وغياب الأكثرية الساحقة من المسلمين، وواجهوا الجميع بدولة حقيقية تلبس رداء الشرعية كاملا وبأمر قد أحكم تماما.
الحكم والمعارضة برز القائمون على أمر كحكام حقيقيين بيدهم الحول والقوة، وقد استقام لهم الأمر وبايعهم الأتباع وسلموا لهم الأمارة والمرجعية، فهم حكم حقيقي وسلطة واقعية.
ووجد الولي من بعد النبي نفسه وحيدا مع القرآن، والقرآن معه يدور حيث دار (1)، وحيدا مع الحق والحق معه يدور حيث دار (2)، وقرار التعيين الإلهي بأنه الهادي (3)، وقرار الحق بالبيان عند الاختلاف بعد وفاة النبي (4)، وأنه كالنبي حجة على المسلمين يوم القيامة (5)، وأنه يتمتع بكافة المنازل التي كان يتمتع بها هارون مع