الجماعة، وسمي الذين والوا معاوية ومن غلب بأهل السنة. وهذا الفريق شيع وأحزاب يتفاوتون بولائهم للسلطة وتبريرهم لأفعالها، ويتفاوتون بدرجة تعاطفهم مع المعارضة وتفهمهم لموقفها وغالبتهم استقرت على أن الجميع صحابة ومن أهل الجنة وكلهم مجتهدون، والمجتهدون مأجورون أصابوا أم أخطأوا، وارتاحت هذه الجموع لهذا الحل، وارتبط مصيرهم بمصير الحكام فدفعوا اللوم عن الحكام لا حبا بالحكام ولكن حتى يسلموا بأنفسهم من اللوم، لأنه إذا ثبت اللوم على الحكام فيثبت على من والأهم بالضرورة. وفي ما يتعلق برئاسة الدولة استقر هذا الفريق على رأي:
أنهم مع غلب، فهم يوالون الغالب، كائنا من كان، وحجتهم في ذلك مقولة الصحابي عبد الله بن عمر الذي قال يوم الحرة: " نحن مع من غلب " فصارت مقولته تلك قاعدة شرعية.
الفريق الثاني الشيعة هم الذين والوا الولي من بعد النبي، وآمنوا أن الحق معه يدور حيث دار، وأن الولي مع القرآن والقرآن معه، فوالوه ووالوا عترة النبي وأهل بيته، وصدقوا قول النبي إن القرآن هو الثقل الأكبر وإن عترة النبي وأهل بيته هم الثقل الأصغر، والهدى لا يدرك إلا بالثقلين معا: القرآن والعترة الطاهرة، فعميد أهل بيت النبوة في كل زمان هو إمامهم الشرعي وهو وليهم، يوالون من يوالي ويعادون من يعادي، وقد بلغ هؤلاء العمداء اثني عشر عميدا، وقد التزمت الشيعة بالشرعية الكاملة لا تحيد عنها ولا تخرج من دائرتها أبدا مهما كانت التكاليف، ومهما غلت التضحيات. والهدف الأعظم للشيعة هو توحيد الأمة الإسلامية تحت راية إمام أهل بيت النبوة الذي سيتولى بيان أحكام العقيدة الإلهية وتطبيقها وحمل رسالة الإسلام النقية إلى العالم لانتشاله من الظلمات إلى النور. والطريق التي اختارتها الشيعة طوال التاريخ هي طريق الآلام والمصائب وهي الضريبة التي يتوجب أن تدفعها الشيعة حتى تنال رضوان الله من خلال المرتبة السنية التي خلعها النبي عليهم. عندما نزل قوله تعالى:
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * قال النبي