نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٢٢
المكافأة أصبح بشير بن سعد من أقرب مستشاري الخليفة ونائبيه، فهو نفسه الذي أشار على أبي بكر وعمر بعدم قتل سعد بن عبادة، وأصبح أسيد بن حضير قائد قوى الأمن الداخلي - إن صح التعبير - فهو نفسه الذي ساعد عمر بقيادة السرية التي ذهبت لتطويع بني هاشم والزبير والممتنعين عن البيعة وأخرجتهم بالقوة، يساعده في ذلك سلمة بن أسلم (1).
شيوع الخبر والمبايعة أقبل الخليفة وأبو عبيدة وعمر، وقد بايع الصديق من بايع، وكان الناس مجتمعين في المسجد الشريف فصاح بهم عمر: ما لي أراكم حلقا شتى، قوموا بايعوا أبا بكر فقد بايعته وبايعه الأنصار، فقام عثمان ومن معه من بني أمية فبايعوا، وقام سعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف ومن معهما من بني زهرة فبايعوا... ومن الطبيعي أن من كان في المسجد من الأنصار بايعوا أيضا عندما أشيع أن الأنصار قد بايعت، خاصة وهم يرون بشير بن سعد، وأسيد بن حضير، وسلمة بن أسلم يتصرفون وكأنهم جزء من السلطة الجديدة......
أما علي والعباس ومن معهم من بني هاشم فانصرفوا إلى رحالهم ومعهم الزبير بن العوام، مما اضطر نائب الخليفة أن يتحرك بسرية من المؤيدين فيهم أسيد بن حضير وسلمة بن أسلم ويذهبوا لإخراجهم للبيعة بالقوة ولو استدعى الأمر أن يحرقوا بيت فاطمة بنت محمد الذي اجتمعوا فيه. ولكن الله سلم وخرجوا لما شاهدوا الحطب وأدركوا عزم عمر على إحراق بيت فاطمة فبايعوا. وقد أثبتنا حادثة التحريق أكثر من مرة ولا عجب في ذلك، فإن فاطمة ليست أعظم من أبيها محمد رسول الله ومع هذا حيل بينه وبين كتابة ما يريد وقيل عنه حاشا له: " هجر استفهموه إنه يهجر " كما وثقنا ذلك.

(1) راجع الإمامة والسياسة ص 9 وما فوق.
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331