بوصفهم صحابة عدول وأن يكف الأمويين عن الانتقاص منهم والإساءة إليهم.
إلا أن معاوية زعيم الفئة الباغية وقف من الإمام علي موقف أبي سفيان من النبي وجاء يزيد فوقف من الحسين موقف جده من النبي وموقف أبيه من علي. وقد كان أول عمل لمعاوية بعد أن استولى على الحكم أن كتب إلى عماله في جميع الآفاق بأن يلعنوا عليا في صلواتهم وعلى منابرهم، ولم يقف الأمر عند ذلك بل كانت مجالس الوعاظ في الشام تختم بشتم علي وأن لا يجيزوا لأحد من شيعته وأهل بيته شهادة وأن يمحوا من الديوان كل من يظهر حبه لعلي وأولاده وأن يسقطوا عطاءهم ورزقهم (1).
يقول العقاد في كتاب معاوية بن أبي سفيان في الميزان: وإذا لم يرجح من أخبار هذه الفترة إلا الخبر الراجح عن لعن علي على المنابر بأمر من معاوية لكان فيه الكفاية لإثبات ما عداه ما يتم به الترجيح بين كفتي الميزان (2).