لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١١٧
علي (ع) أصلح للبقاء في المدينة. والأجواء المحيطة بها تتطلب خلافة محكمة.
فكان الرسول صلى الله عليه وآله يخلف وراءه الإمام عليا (ع) لأنه الأكفأ لخلافته.
ولست أدري كيف يظن البعض، إن هذا مجرد اختيار اعتباطي. كيف يمكن للرسول أن يزهد في حضور الإمام علي (ع) المعركة، وهو مفتاح النصر، في كل معارك الرسول صلى الله عليه وآله اللهم إذا كان ثمة سر موضوعي، يقتضي أن تكون الخلافة لعلي (ع) على أهله في المدينة أيام تبوك. وفي ذلك يروي الطبري عن ابن إسحاق: خلف رسول الله: علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم.
وذكر ابن هشام: استعمل صلى الله عليه وآله على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري وخلف علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم فأرجف به المنافقون وقالوا ما خلفه إلا استثقالا له، وتخففا منه، فلما قالوا ذلك أخذ علي سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وآله: وهو نازل في الجرف فقال يا نبي الله زعم المنافقون أنك إنما خلفتني لأنك استثقلتني وتخففت مني فقال كذبوا ولكن خلفتك لما تركت ورائي فارجع فأخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى أن تكون مني بمنزلة (هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فرجع علي (ع) إلى المدينة.
3 - وبخصوص (سورة براءة) يروي النسائي في خصائصه، عن سعد قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني (17).
وهذه الرواية التي أجمع على صحتها نقلة الأخبار من كلا المذهبين، تشير إلى واقع تحقق (الخلافة) للإمام علي (ع) في زمن الوحي. وهذه لفتة تاريخية كافية، كدليل على الخصوصية التي تميز بها الإمام علي (ع) وإذا كان الإمام علي (ع) بالتبليغ الإلهي أهلا أن يبلغ عن الرسول صلى الله عليه وآله فكيف لا يكون أهلا لخلافة الأمة من بعده! وهناك أكثر من مثال في السيرة على هذه الميزات التي

(17) روى الحديث بأسانيد مختلفة عن النسائي في الخصائص، وكذلك روى الحديث الطبري في تفسيره والحاكم في مستدركه.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405