لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٤
مذاهب الدنيا، نستطيع الإحاطة به في بيئتنا سوى (الشيعة) فإن حصار الوهابية عليهم أقوى من (جدار برلين). نعم، قد كنا نعلم أن الشيعة، أصحاب طريقة غريبة عن كل البشر، وأن أشكالهم، ربما لها أيضا بعض الخصوصيات، وأن يكون تصور الناس للشيعة على أنهم أصحاب أذناب البقر، كما أشار آل كاشف الغطاء، ليس مبالغة منه، وحال الأمة كذلك، لقد تعجب الشامي، وهو يسمع إن عليا (ع) قتل في المحراب، فقال:
(أو علي يصلي)؟!.
وقد ذكر صاحب العقد الفريد في باب كتاب الياقوتة في العلم والأدب:
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ: أخبرني رجل من رؤساء التجار قال:
كان معنا في السفينة شيخ شرس الأخلاق، طويل الاطراق، وكان إذا ذكر له الشيعة غضب وأربد وجهه وروى من حاجبيه، فقلت له يوما: يرحمك الله، ما الذي تكرهه من الشيعة، فإني رأيتك إذا ذكروا غضبت وقبضت؟ قال: ما أكره منهم إلا هذه الشين في أول اسمهم، فإني لم أجدها قط إلا في كل شر وشؤم وشيطان وشعب وشقاء وشنار وشرر وشين وشوك وشكوى وشهوة وشتم وشح.
قال أبو عثمان: فما ثبت لشيعي بعدها قائمة.
هكذا كان يفهم أعداء الشيعة الشيعة. وذلك لأنهم يجهلون حقيقتهم.
وقديما قال الإمام علي (ع) (الإنسان عدو ما جهل)!.
وإذا كرسنا واقع التجهيل والتغييب، فلربما لا سمح الله ورد من يرى في (السين) السنية: سوء، وسم، وسؤر، وسحاق، وسقم، وسخط، وسب، وسقط، وسخب، وسرقة، و... و.. وهذا التجهيل، أمتد اليوم، ليأخذ أشكالا مختلفة، كلها، تنظر إلى المسألة الشيعية بمنظار أسود!.
أقول إن الحديث عن (السنة والشيعة) ضرورة، لأن فيه تفويت للفرصة على تجار الفرقة والطائفية. ليعرف بعضنا بعضا، بكل وضوح وجلاء.
لقد رأيت بأم عيني، حركة التشهير والتجهيل، التي تبعد الناس عن الوعي
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405