لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٦
إن (الشمة) العلوية انوجدت فيه مع الدولة الإدريسية، ومع نفوذ الفاطميين، وحتى الموحدين.
نعم، كان المذهب المالكي هو المذهب الرسمي للبلاد منذ فترة غير قصيرة ولا يزال، غير أن المذهب المالكي لم يتناقض رغم ذلك مع تقاليد المغاربة في ولائهم للبيت النبوي، ولم تدخل الوهابية المغرب إلا في عهود متأخرة جدا.
هذا كل ما يمكن قوله، حيث لا يظن البعض أنني مجهول، مدسوس!.
إنني على يقين من أن رفاقي من أهل السنة والجماعة أولئك الذين قضينا معهم فترة إيمانية مخلصون. ولكني مدرك أن (اللوثة) الوهابية تمكنت من بعضهم لما انتهى بها الحال إلى تهديدنا من خلال نشر التهم والإشاعات الهدامة.
وكأنهم لا يزالون في عقلية الظلام الأموي. حيث الاعتقاد بمذهب آل البيت (ع) سيتحول إلى جريمة، يعاقب عليها القانون. وكنت دائما أود لو أنبههم، بأن القانون لم يوجد في المجتمع المدني، والدولة الحديثة، ليعيق حركة الفكر، وحرية الاعتقاد. وإنني لا أظن أنني في مجتمع يوجهه (شريح) القاضي الذي أفتى بقتل الإمام الحسين (ع) ولا في مجتمع معاوية بن أبي سفيان الذي قال عن أصحاب آل البيت (ع) (اقتلوهم بالضنة والشبهة)!.
وأنا أعرف إنهم متجاهلون، وإن كانوا في أغلب الأحوال مغفلين، ولكن هذا سوف لا يمنعني من أن أقول كلمتي.
أن أكون من شيعة الإمام علي عليه السلام وأختار لنفسي طريق النبوة في مسلك آل البيت (ع)، ليس عيبا! إنما العيب كل العيب، في ألا أكون كذلك بعد أن حصل لي العلم بوجوب هذا.
ففي اللحظات التي ظهرت لي الأحداث على حقيقتها، قامت فورا حرب بين عقلي ونفسي، فالنفس عز عليها اقتلاع (ضرس) العقيدة السابقة، والعقل عز عليه أن يتغاضى عن الحقائق الواضحة القطعية، فإما أن أتبع طريقا موروثا، بعقلية الفولكلور، أو أن أسلك سبيل القناعة ونور العقل؟.
كان هذا أخطر قرار اتخذت في حياتي، لكي انتقل بعدها إلى رحاب
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 11 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405