لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٠
الإسلامية، التي جاءت لتعلم الناس قيم السماء، لا قيم الأرض.
فماذا تكون قيمة أبي هريرة مثلا في ميزان الدين، حتى نعطل البحث بسبب التقديس عن الحقيقة التأريخية. وفي سبيل التغطية على فضائحها، نلجأ لتزوير الحقائق كلها، وهل (أبو هريرة) أصل من أصول العقيدة، حتى يحرم علي محاسبته تأريخيا، والاعتراف بأفعاله القباح! أوليس من الإفك أن نسكت من فضائحه، فتختلط بحقائق الدين، ليكون الإسلام ضحية كل تلك المفاسد.
إن أبا هريرة مثلا ليس شخصية قديمة نستغني عن كشف حقيقتها، لأنه حاضر فينا، وهو (كمبيوتر) معاوية الخاص بالرواية، مع أنه آخر من أسلم، ولم يعش مع الرسول صلى الله عليه وآله طويلا. فمن هو هذا الذي وضع نفسه أو وضعوه هم، راوية لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله في زمن الإمام علي (ع) وإن أمة تميل إلى أبي هريرة وتقوي مروياته، وتترك الإمام علي (ع) وتضعف أحاديثه، هي في حق التاريخ وحق الإنسانية، أقبح أمة يمكن الانتساب إليها! أليس هذا هو واقعنا، إننا لم نعد نجد الإمام علي (ع) إلا في الكتابات المسيحية (2) والاستشراقية، وقل أن تجد من الأمة من أنصف هذا العملاق المجهول. وعندنا كتب النسائي وهو أحد شيوخ الحديث المشهورين لدى السنة كتابا أسماه (خصائص الإمام علي) تلقى بذلك عقابا شديدا وأخضع للسياط، واتهمه بعد ذلك (ابن تيمية) بالتشيع، وصنفه هو وابن عبد البر في الذين تشيعوا بالحديث!!؟.
إن التعامل مع التاريخ، هو تعامل مع مشروع ماضوي منتظم في نظرية قائمة. والنظرية هذه ومع امتداد الزمن اكتسبت أنيابا حادة، تمارس بها تهويلا على الباحث. وبهذه الأنياب، بقي التأريخ لغزا إلى أن كسب قدسيته المطلقة.

(2) أقصد ما كتبه نصري سلهب (في خطى علي 40) وجورج جورداق (الإمام علي صوت العدالة الإنسانية).
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405