لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٥
ولا أنكر من أن (أبي) قد رباني على حكايات الإفرنج. ومنه تعرفت على الثورة الفرنسية، ولويس 14، ونابليون. قبل أن أعرف عن هجرت محمد صلى الله عليه وآله إلى المدينة، وكل ما ربحت من هذا الوسيط، هو الحرية! أي، دعه يمر، دعه، يعمل! لذلك ما كانوا ليراقبوني وأنا أمر في أنفاق المعتقد. ولكن ماذا؟.
أنا على كل حال، أحمد الله تعالى، إنني لم أنشأ في أسرة تضرب أبناءها إطلاقا، لأن المغاربة لا يعرفون كيف يضربون أبناءهم، هم اليوم أبعد الناس عن العقيدة الصحيحة. هذه الحرية العقدية في بيتي ساعدتني على أن أدخل في معترك الاختيارات الفكرية دون مسبقات.
أريد أن أؤكد مرة ثانية على أن شخصيتي لا تحتاج إلى ترجمة دقيقة. لأنها لا تنسجم مع مقاصد الكتاب. ولكن كل ما يمكن قوله بهذا الصدد هو إنني إنسان مسلم، مهتم بالقضية الدينية، وباحث في الفكر الإنساني عموما، والفكر الإسلامي على وجه الخصوص، وهذا هو الطموح الذي ظل يراودني منذ الصبا، وتجاوزت كل العقبات من أجل تحقيقه. أصولي إسماعيلية، تنحدر من إسماعيل بن جعفر الصادق. لدينا قرابة مع الأدارسة. فهم أبناء عمنا، لأنهم (حسنيون) بينما نحن (حسينيون). حظيت بولادة ميمونة، بمدينة (مولاي إدريس) وهي مدينة صغيرة، تقع قرب (وليلي) مدينة رومانية قديمة. واسم المدينة على (إدريس) وهو بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)، حيث جاءها لاجئا بعد انفلاته من قبضة العباسيين على أثر معركة (فخ)، ولم يكن المغاربة ليزهدوا في واحد يحمل شرف بيت النبوة، إذ سرعان ما تنازلوا له عن الحكم فصار حاكما للمغرب. وله الآن فيها ضريح مثل ما لابنه ضريح في مدينة (فاس).
تشد إليه الرحال، وينظم حوله (البربر) خلال كل سنة، موسما، ملأه الأهازيج والأفراح!.
ومنذ ذلك العهد، لم يكن المغرب يحمل نصبا لتراث آل البيت (ع).
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 11 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405