ذلك، حيث إنه درس التاريخ دراسة تحليلية موضوعية منصفة، أعمد فيها العقل، وآمن بالنقل، وفهم مطلوب الواقع المعاصر.. فأيقن أن المنهج الأفضل هو منهج أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وأخيرا لا بد أن نشير إلى أن الكاتب الذي ينتمي في النسب إلى سلالة أهل البيت عاش واقعا فيه عوامل البعد عن الدين حيث رأى سيطرة الأجنبي الواضحة في كل شئ، حتى في لباس المسلمين ولسانهم.. الخ.. لكنه مع ذلك بقوة عزمه ونفاذ بصيرته انتمى إلى مؤسسة دينية ومعهد علمي كان له أثر واضح على صعيد وطننا الإسلامي الكبير، فتربى في كنفها.. أخذ من العقيدة ما يبصره ويغنيه، ومن الفهم الديني المتجدد ما يجعله ينظر إلى ما يجري بروح عصرية لا تتجاوز الثوابت، ومن الثقافة الشرعية والدينية ما يجعله ينطلق في رحاب الواقع.
إن هذا كله جعل هذا الكتاب الذي بين يديك رحلة سافر عبرها كاتبها من التاريخ والواقع إلى مذهب أهل البيت (ع).. وهذا هو الذي يدعونا إلى أن تجد مثل هذه الكتابات آذانا صاغية وقلوبا واعية تبحث عن الحقيقة ولا شئ غير الحقيقة.