أن الخلاف بين هؤلاء الستة لا مفر منه ولذلك أوصى عند الاختلاف أن يكونوا مع الفريق الذي فيه عبد الرحمن بن عوف ولو أدى الأمر إلى قتل الثلاثة الذين يخالفون عبد الرحمن هذا في حال انقسام الستة إلى قسمين وهو محال لأن عمر يعرف بأن سعد بن أبي وقاص ابن عم لعبد الرحمن وكلاهما من بني زهرة ويعلم أن سعد لا يحب عليا وكان في نفسه شئ منه لأن عليا قتل أخواله من عبد شمس كما يعرف عمر أن عبد الرحمن بن عوف هو صهر عثمان لأن زوجته أم كلثوم هي أخت عثمان، ويعلم أيضا أن طلحة ميال لعثمان لصلات بينهما على ما ذكره بعض رواة الأثر وقد يكفي في ميله إلى عثمان انحرافه عن علي لأنه تيمي وقد كان بين بني هاشم وبني تيم مواجد لمكان الخلافة في أبي بكر (1).
كان عمر يعلم كل ذلك ومن أجل هذا كان اختياره لهؤلاء بالذات.
اختار عمر هؤلاء الستة وكلهم من قريش وكلهم من المهاجرين وليس فيهم واحد من الأنصار وكلهم يمثل ويتزعم قبيلة لها أهميتها وتأثيرها.
1 - علي بن أبي طالب زعيم بني هاشم.
2 - عثمان بن عفان زعيم بني أمية.
3 - عبد الرحمن بن عوف زعيم بني زهرة.
4 - سعد بن أبي وقاص هو من بني زهرة وأخواله بني أمية.
5 - طلحة بن عبيد الله هو سيد بني تيم.
6 - الزبير بن العوام هو ابن صفية عمة الرسول وهو زوج أسماء بنت أبي بكر.
فهؤلاء هم أهل الحل والعقد وحكمهم نافذ على كل المسلمين سواء منهم سكان المدينة (عاصمة الخلافة) أو غيرهم في كل العالم الإسلامي وما على المسلمين إلا السمع والطاعة بدون نقاش ومن يخرج منهم عن ذلك فهو مهدور