الرجعة (العودة إلى الحياة) هذه المسألة مما إختصت الشيعة بالقول بها، وأنا بحثت في كتب السنة فلم أجدها لها أثرا يذكر.
وهم يعتمدون في ذلك على أخبار وروايات رووها عن الأئمة الأطهار سلام الله عليهم في أن الله سبحانه وتعالى سيحيي بعض المؤمنين وبعض المجرمين المفسدين لينتقم المؤمنون من أعدائهم أعداء الله في الدنيا قبل الآخرة.
ولو صحت هذه الروايات وهي صحيحة ومتواترة عند الشيعة فلا تلزم أهل السنة والجماعة إذا لم يثقوا بصحتها، ومن ثم فإنهم غير ملزمين بوجوب الاعتقاد بها، لأن أئمة أهل البيت حدثوا بها عن جدهم صلى الله عليه وآله وسلم! كلا لأنا ألزمنا أنفسنا بالإنصاف في البحث وعدم التعصب، فلا نكلفهم إلا ما ألزموا به أنفسهم وأخرجوه في صحاحهم، ولأن روايات الرجعة لم ترد عندهم، فهم أحرار في عدم الأخذ بها، ورفضها هذا في صورة ما إذا أراد أحد الشيعة أن يفرض عليهم تلك الروايات.
أما وأن الشيعة لم يفرضوا على أحد أن يقول بالرجعة ولا أنهم يقولون بكفر من يكذبها، فلا داعي لكل هذا التشنيع والتهويل على الشيعة سيما وأنهم