لأكون مع الصادقين - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ٩٠
وآله وسلم ويسارع لبيعة أبي بكر من غير مشورة المسلمين؟
وموقف أبي حفص من أبي الحسن معروف ومشهور وهو إبعاده عن الحكم ما استطاع لذلك سبيلا.
وهذا الاستنتاج لم نستوحه من خطبته السابقة فحسب ولكن المتتبع للتاريخ يعرف أن عمر بن الخطاب كان هو الحاكم الفعلي حتى في خلافة أبي بكير ولذلك نرى أبا بكر يستأذن من أسامة بن زيد أن يترك له عمر بن الخطاب ليستعين به على أمر الخلافة (1) - ومع ذلك نرى علي بن أبي طالب يبقى بعيدا عن المسؤولية فلم يولوه منصبا ولا ولاية ولا أمروه على جيش ولا ائتمنوه على خزينة وذلك طوال خلافة أبي بكر وعمرو عثمان، وكلنا يعلم من هو علي بن أبي طالب.
والأغرب من كل هذا أننا نقرأ في كتب التاريخ بأن عمر لما أدركته الوفاة تأسف أن لا يكون أبو عبيدة بن الجراح أو سالم مولى أبي حذيفة من الأحياء حتى يوليهم من بعده، ولكنه ولا شك تذكر بأنه سبق أن غير رأيه في مثل هذه البيعة واعتبرها فلتة وغصبا لأمور المسلمين، فلا بد له إذن أن يخترع طريقة جديدة في البيعة لتكون حلا وسطا بين بين فلا يستبد أحد فيسبق بالبيعة لمن يراه صالحا لها ويحمل الناس على متابعته كما فعل هو مع أبي بكر وكما فعل أبو بكر معه هو أو كما يريد أن يفعل فلان الذي ينتظر موت عمر ليبايع صاحبه فهذا غير ممكن بعد أن حكم عمر عليها بالفلتة والاغتصاب. ولا يمكن له أيضا أن يترك الأمر شورى بين المسلمين، وقد حضر مؤتمر السقيفة عقب وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورأى بعينيه ما وقع من الاختلاف الذي كادت تزهق فيه الأرواح وتهرق فيه الدماء.
واخترع أخيرا فكرة أصحاب الشورى أو الستة الذين لهم وحدهم حق اختيار الخليفة وليس لأحد من المسلمين أن يشاركهم في ذلك، وكان عمر يعلم

(1) كما نص على ذلك ابن سعد في طبقاته وأكثر المؤرخين الذين ذكروا سرية أسامة بن زيد.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 9
2 القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة وعند الشيعة الامامية 11
3 السنة النبوية الشريفة عند أهل السنة والجماعة وعند الشيعة الامامية 15
4 العقائد عند الشيعة وعند أهل السنة والجماعة 24
5 العقيدة في الله تعالى عن الطرفين 25
6 العقيدة في النبوة عند الطرفين 29
7 العقيدة في الإمامة عند الطرفين 35
8 الإمامة في القرآن الكريم 36
9 الإمامة في السنة النبوية 38
10 رأي أهل السنة والجماعة في الخلافة ومناقشته 42
11 ولاية علي بن أبي طالب في القرآن الكريم 45
12 آية البلاغ تتعلق أيضا بولاية علي 47
13 آية إكمال الدين تتعلق أيضا بالخلافة 63
14 مناقشة القول بأن الآية نزلت يوم عرفة 69
15 العنصر المهم في البحث 83
16 حسرة وأسى 99
17 تعليق على هامش البحث شواهد أخرى على ولاية علي 105
18 تعليق على الشورى 111
19 الاختلاف في الثقلين 115
20 الخلاف بين الصحابة في صحة الحديث وكذبه 122
21 - إختلاف عائشة مع أبي هريرة 123
22 - قصة أخرى يتناقض فيها أبو هريرة مع نفسه 124
23 - خلاف عائشة مع عبد الله بن عمر 124
24 - خلاف عائشة مع بقية أزواج النبي (ص) 124
25 إختلاف المذاهب السنية في السنة النبوية 125
26 إختلاف السنة والشيعة في السنة النبوية 126
27 القضاء والقدر على أهل السنة والجماعة 133
28 عقيدة الشيعة في القضاء والقدر 141
29 تعليقة على الخلافة ضمن القضاء والقدر 147
30 الخمس 149
31 التقليد 154
32 العقائد التي يشنع بها أهل السنة والجماعة على الشيعة 159
33 العصمة 165
34 عدد الأئمة الاثني عشر 171
35 علم الأئمة 173
36 البداء 177
37 التقية 183
38 المتعة أو الزواج المؤقت 191
39 القول بتحريف القرآن 199
40 الجمع بين الصلاتين 209
41 السجود على التربة 217
42 الرجعة (العودة إلى الحياة) 221
43 الغلو في حب الأئمة 225
44 المهدي المنتظر (عليه السلام) 231