العقيدة في النبوة (عند الطرفين) والخلاف الواقع بين الشيعة وأهل السنة في هذا الباب هو موضوع العصمة، فالشيعة يقولون بعصمة الأنبياء (عليهم السلام) قبل البعثة وبعدها، ويقول أهل السنة والجماعة بأنهم معصومون في ما يبلغونه من كلام الله فقط، أما فيما عدا ذلك فهم كسائر البشر يخطئون ويصيبون. وقد رووا في ذلك عدة روايات في صحاحهم تثبت بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخطأ في عدة مناسبات وكان بعض الصحابة يصوبه ويصلحه، كما في قضية أسرى بدر التي أخطأ فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصاب عمر، ولولاه لهلك رسول الله... (1) ومنها أنه لما قدم المدينة وجد أهلها يؤبرون النخل فقال لهم: " لا تؤبروه وسيكون تمرا " ولكنه جاء شيصا، فجاؤوه وشكوا له ذلك فقال لهم " أنتم أعلم بأمور دنياكم مني " وفي رواية أخرى قال لهم:
" إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشئ من دينكم فخذوه، وإذا أمرتكم بشئ من رأيي فإنما أنا بشر " (2).