وهاهم إخوة يوسف أبناء يعقوب وهم عصبة يتآمرون على قتل أخيهم الصغير بغير ذنب اقترفه ولكن حسدا له لأنه أحب إلى أبيهم، وها هم بنو إسرائيل الذين أنقذهم الله بموسى وفلق لهم البحر وأغرق أعداءهم فرعون وجنوده بدون أن يكلفهم عناء الحرب، ما إن خرجوا من البحر ولم تجف أقدامهم فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا: يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون.
ولما ذهب إلى ميقات ربه واستخلف عليهم أخاه هارون تآمروا عليه وكادوا يقتلونه - وكفروا بالله وعبدوا العجل - ثم بعد قتلوا أنبياء الله قال تعالى:
(أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) (1).
وها هو سيدنا يحيا بن زكريا وهو نبي وحصور ومن الصالحين يقتل ويهدى رأسه إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
وها هم اليهود والنصارى يتآمرون على قتل وصلب سيدنا عيسى، وها هي أمة محمد تعد جيشا قوامه ثلاثين ألفا لقتل الحسين ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة ولم يكن معه غير سبعين من أصحابه فقتلوهم جميعا بما في ذلك أطفاله الرضع.
فأي غرابة بعد هذا؟ أي غرابة بعد قول الرسول لأصحابه:
" ستتبعون سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: أتراهم اليهود والنصارى؟ قال: فمن إذن؟؟ " (2).
أي غرابة ونحن نقرأ في البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: