أبي بكر وعمر في غزوة ذات السلاسل عمرو بن العاص (1).
كما أمر عليهم جميعا شابا صغيرا وهو أسامة بن زيد وذلك في سرية أسامة قبل موته صلى الله عليه وآله وسلم.
أما علي بن أبي طالب فلم يكن في بعث إلا وهو الأمير حتى أنه صلى الله عليه وآله وسلم بعث في مرة بعثين وأمر عليا على بعث وخالد بن الوليد على بعث وقال لهم: إذا افترقتم فكل واحد على جيشه وإذا التقيتم فعلي على الجيش كله.
ونستنتج من كل ما تقدم بأن عليا هو ولي المؤمنين بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا ينبغي لأحد أن يتقدم عليه.
ولكن مع الأسف الشديد فقد خسر المسلمون خسارة فادحة، وهم يعانون حتى اليوم ويجنون ثمار ما غرسوه، وقد عرف الثالون غب ما أسسه الأولون.
وهل يمكن لأحد أن يتصور خلافة راشدة كخلافة علي بن أبي طالب لو اتبعت هذه الأمة ما اختاره الله ورسوله فعلي كان بإمكانه أن يقود الأمة طول ثلاثين عاما على نسق واحد كما قادها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبدون أي تغيير، ذلك لأن أبا بكر وعمرا غيرا واجتهدا بأدائهما مقابل النصوص وأصبح فعلهما سنة متبعة، ولما جاء عثمان للخلافة غير أكثر حتى قيل أنه خالف كتاب الله وسنة رسوله وسنة أبي بكر وعمر وأنكر عليه الصحابة ذلك وقامت عليه ثورة شعبية عارمة أودت بحياته وسببت فتنة كبرى في الأمة لم يندمل جراحها حتى الآن.
أما علي بن أبي طالب فكان يتقيد بكتاب الله وسنة رسوله لا يحيد عنهما قيد أنملة وأكبر شاهد على ذلك أنه رفض الخلافة عندما اشترطوا عليه أن يحكم مع كتاب الله وسنة رسوله، سنة الخليفتين.