الله عليه وسلم نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب، فقال عمر: فقلت لأعلمن ذلك اليوم قال: فدخلت على عائشة فقلت:
يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: مالي ومالك يا ابن الخطاب عليك بعيبتك! قال: فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها: يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبكت أشد البكاء الحديث (1).
إن هذه الرواية تدلنا بوضوح لا يقبل الشك في أن زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حفصة بنت عمر لم يكن عن محبة، ولكنه لمصلحة سياسية اقتضتها الظروف.
ومما يزيدنا يقينا بصحة ما ذهبنا إليه في هذا الاستنتاج أن عمر بن الخطاب يقسم بالله بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يحب حفصة ويزيدنا عمر يقينا جديدا بأن ابنته حفصة تعلم هي الأخرى هذه الحقيقة المؤلمة، إذ يقول لها:
والله لقد علمت بأن رسول الله لا يحبك.
ثم لا يبقي لنا أدنى شك في أن الزواج منها كان لمصلحة سياسية عندما قال:
ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فهذه الرواية تعطينا أيضا فكرة على زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعائشة بنت أبي بكر، وأنه صبر وتحمل كل أذاها من أجل أبي بكر أيضا، وإلا فإن حفصة أولى بحب الرسول وتقديره، لأنه لم يصدر منها ما يسئ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عشر معشار ما فعلته عائشة بنت أبي بكر.