الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٧٨
وحرموا حلاله وإنا أحق من غير) (1)، لماذا لم يرو البخاري ومسلم هذا الحديث عن أبي عبد الله (ع)؟، هل يشكون في صدقه؟، أليس هذا الحديث أحق بالرواية من قصة بيعة ابن عمر لعبد الملك بن مروان؟ أم أن رواية الحسين (ع) - وإن صدق - لا تتوافق مع مذهبه ورؤيته وليذهب الصدق إلى الجحيم.
كما روى ابن جرير الطبري أن الإمام الحسين بن علي (ع) خطب فقال: (إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت جدا فلم يبق منها إلا صبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فإني لا أرى الموت إلا شهادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما) (2).
أليست هذه الأموال والأعمال مواقف ودروس في السياسة والأخلاق كان الأولى بمصنفي الأحاديث أن يعتنوا بها ويرووها، وألا يضعونها فوق الرفوف كأنهم لا يعلمون. يروي البخاري ويكثر (2) المصدر نفسه 4 / 305.

(1) أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: تاريخ الأمم والملوك، 4 / 304 ط. الأعلمي - بيروت (غير مؤرخ).
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 81 82 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة