الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٧٧
وقد تصدى الإمام الحسين (ع) لهذا العبء العظيم قائلا: (مثلي لا يبايع مثله) (1)، وهذه كلمات ترسخ مبدأ عظيما من الناحية الشرعية والدستورية، وهو أنه لا ينبغي أن يحكم الأمة مثل هؤلاء الفساق، ووالله إن الدول غير المسلمة إن تسامحت مع سلوكيات الأشخاص العاديين فإنها تتسامح إطلاقا مع سلوكيات قادتها، ونحن أولى بالحق منهم.
(نحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان)، وهذه قاعدة أخرى مكملة لما سبقها ومفادها أنه لا يجوز أن يستمر في حكم الأمة من عرف بالجور والعدوان.
ثم هو يسند هذه المرة إلى رسول الله (ص): (أيها الناس إن رسول الله (ص) قال: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله (ص) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفئ وأحلوا حرام الله،

(1) بلاغات الحسين لأحمد صابر الهمداني.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 81 82 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة