الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٦٥
تتبع سبيل المفسدين) (الأعراف / 142). إذا لقد كانت منزلة هارون من موسى هي منزلة الخلافة على الأمة (اخلفني في قومي). ثم نص القرآن على واجبات الخلافة (وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين). وهل كان اختيار رسول الله (ص) للإمام علي (ع) لحمل آيات البراءة مجرد مصادفة خاصة، وأنه (ص) كان قد أرسل غيره حاملا للرسالة ثم نزعها منه وأعطاها للإمام؟، لقد كانت رسالة البراءة كما يلي: (أيها الناس، إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عند رسول الله (ص) فهو إلى مدته). إن هذه المهمة التي أرسل فيها أمير المؤمنين علي (ع) هي من مهمات (القيادة العليا) بالتعبير السياسي الحديث مهمة إبرام المعاهدات أو نقضها، مهمة وضع سيادة الدولة الإسلامية في إطارها النهائي، ومن ثم كان اختيار الإمام علي لهذه المهمة متلائما مع دوره المقبل في قيادة الأمة الإسلامية في المرحلة المقبلة، وإنه في هذه اللحظة كان يمثل ما تعارف عليه الناس بمصطلح (النائب الأول)، وهذا المعنى واضح في كلمات الرسول (ص): (لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي) أما حديث السفينة فهو يحمل المعنى نفسه الوارد في حديث
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة