الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٦٣
في هذا الموضع ليوصيهم بذريته وحسب؟، لا نظن هذا. ثم يلجأ الرسول الأكرم (ص) إلى مزيد من التحديد حينما يطرح ولاية أمير المؤمنين (ع) بصورة واضحة ومحدودة فيقول: (من كنت وليه فهذا وليه) (1). يقول بعض الباحثين: إن هذا الكلام لا يعني ولاية الأمر أو قيادة الأمة وإنما يعني النصرة والمحبة، وهذا كلام عجيب، فماذا كانت تعني ولاية رسول الله للأمة؟. ألم تكن ولاية التشريع والقيادة (من كنت مولاة فهذا مولاه (2)، إنها ولاية من ولاية، إنها من نفس الجنس والنوع والمعنى، وليس هناك أي دليل أو قرينة لغوية تفصل بين الولايتين، بل على العكس إنها قضية الامتداد تطرح في وقتها الملائم (إني أوشك أن أفارقكم - من كنت مولاه فعلي مولاه).
بقي أن نقول إن هناك معنى عظيما في هذا الحديث، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)، هذا المعنى هو أن هذه القيادة وإن غيبت، فإنها لا تغيب بل وستبقى حاصرة في دين المسلمين، إنها حاضرة حضور الكتاب في دنيا الناس حتى آخر الدنيا، ثم إن هذه القيادة تحتفظ بصوابية

(1) المصدر السابق، 1 / 63 - 64.
(2) أنظر مصادر هذه الأحاديث من كتب وصحاح أهل السنة في الصفحات السابقة.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة