الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٦٢
هذا التبليغ كان أمرا حيويا متمما ومكملا للرسالة الإسلامية ككل وإلا لما قال القرآن (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته). ما هذا الجزء الذي يكمل الكل فيجعله تاما؟.
توضيح كلمات الخطبة هذه المعاني فتقول (ألا. إني أوشك أن أفارقكم وإني مسؤول). إذن فالرسالة في غاية الأهمية، إنها المسؤولية أمام الله عن الثقلين كيف خلفتموني فيهما؟ أول الثقلين أو الثقل الأكبر هو كتاب الله، إذن القضية قضية منهج وليست قضية عاطفة، إنه نبي يوشك أن يفارق أمته فيوصيهم لا بالأولاد كما يفعل عوام الناس، ولا بتنمية ناله، ولكن يوصيهم بالحفاظ على المنهج، بل ويحدد لهم وسيلة الحفاظ على هذا المنهج، إن هذا لا يكون إلا بمتابعة الثقلين: الكتاب والعترة، اتباع منهج، وقيادة، لا على سبيل العاطفة أو المودة فحسب.
فناصر الكتاب وأهل البيت ناصر الرسول، وخاذل الكتاب والعترة خاذل للرسول، إنها وصية مركزة ومحدودة تحدد المنهج، وهو الكتاب أو النص وتحدد القيادة وهي قيادة أهل البيت الأقدر على فهم النص وتطبيقه، ومطابقة السلوك مع المنهج، فكيف إذن يمر الناس على هذا الحديث المتواتر مرور الكرام؟ وإذا اضطروا لإثبات الفهم لجؤوا إلى تمييع الأفهام فيقولون: (ولا ننكر الوصاة بهم) وهل كان رسول الله (ص) في حاجة إلى أن يجمع المسلمين
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة