الطريق إلى مذهب أهل البيت (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٦٤
الكتاب الكريم نفسها، إذ العترة عدل الكتاب ورفيقته في الطريق الحق، وحاشا لكليهما من الزيغ والضلال.
ومن عجيب أن رواية الترمذي عن خطبة رسول الله (ص) في حجة الوداع، وهي رواية تفرد بها تحمل المعنى نفسه بل النص والوصية نفسيهما (تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، لقد كان رسول الله (ص) حريصا على أن يكرر الوصية نفسها في مسافة زمنية متقاربة و. في وسط أكبر عدد من جموع المسلمين اجتمعت في حجة الوداع، ثم كان حديثه في (غدير الجحفة) تفصيلا وتأكيدا لوصيته يوم عرفة، ثم إنها فوق كل هذا وصية مودع وصية (رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) (التوبة / 128).
أما (حديث المنزلة) وقد قاله رسول الله (ص)، قبيل مغادرته المدينة إلى غزوة تبوك في رجب من العام التاسع للهجرة، 630 ميلادي، وتبوك موضع في شمالي جزيرة العرب، ولما انطلق النبي (ص) إلى الغزو، استخلف عليا (ع) على المدينة فكانت هذه الكلمات: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)، فماذا كانت منزلة هارون من موسى؟ فلنقرأ القرآن: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة