البركة على الأشراف. أوقفها على الأشراف من ولد علي بن أبي طالب من فاطمة طلائع بن رزيك وزير الفائز والعاضد من الخلفاء الفاطميين.. (11) وكان لنقيب الأشراف اثنا عشر نقيبا. ويخلع عليه. فيسير بالطبل والبوق والجنود مثل الأمراء وله ديوان ومشارف وعامل ونائب وجارية في الشهر عشرون دينارا ولمشارف ديوانه عشرة دنانير ولنائبه في النقابة ثمانية دنانير.
وللعامل خمسة دنانير.. (12) واستمرت نقابة الأشراف في مصر طوال تلك العصور حتى عصرنا الحاضر.
إلا أنها في بعض فترات هذه العصور وأمام بعض الأحداث التي مرت بالساحة العصرية برز للنقابة دور على الساحة السياسية في ظل نقابة السيد عمر مكرم الذي فاد عدة انتفاضات شعبية ضد الفرنسيين حين دخلوا مصر وضد الإنجليز حين قادوا حملة عام 1807 م وضد ولاة العثمانيين عام 1805 م. وقد تمكن من الإطاحة بأحمد خورشيد باشا الوالي العثماني وتولية محمد علي مكانة.. (13) ومن الأشراف الذين أصبحوا أعلاما ورموزا وطنية السيد أحمد عرابي الزعيم الوطني الذي قاد حركة الجيش المصري في مواجهة الخديوي توفيق وفي مواجهة الإنجليز وقاد معارك عسكرية في مواجهتهم انتهت بنفيه من مصر.. (14) وينتشر الأشراف اليوم في صعيد مصر وهناك بلدة في الجنوب تتبع محافظة قنا تسمى " الأشراف " ومعظم أهلها ينتسبون إلى أهل البيت مما يشير إلى الهجرات الطالبية والشيعية لجنوب مصر..
والأشراف في الأصل هم من شيعة أهل البيت الذين وفدوا إلى مصر وقد انصهروا في المجتمع المصري السني بفعل ضغوط سياسية واجتماعية إلا إنه لا زال هناك القليل منهم ما زال متمسكا بعقيدته الشيعة.. ويبدوا هذا عند قبائل الجعافرة التي تسكن جنوب مصر حول محافظة أسوان والتي تدعي الانتساب للإمام جعفر الصادق. فهذه القبائل غالبيتها من المنتسبين للطرق الصوفية والقلة القليلة منها تلتزم بعقيدة الشيعة الإمامية.. (15)