الثاني: الدافع المصلحي وهو محرك تيار الإخوان الذي كان من المتعاطفين مع الثورة في بدايتها ثم انقلب على الشيعة وإيران بسبب ضغوط سعودية وبسبب ضغوط من الحكومة المصرية وتيار الإخوان الدولي الذي كان يثير الشبهات حول علاقة إيران بسوريا التي اضطهدت جماعة الإخوان. وحتى لا تسخر الجماعة السعودية وحتى لا تصطدم بالحكومة المصرية أو تصطدم الحكومة بها وحسما للخلافات التي وقعت بين تيارات الإخوان حول الموقف من إيران انحاز تيار الإخوان المصري إلى الجبهة المعادية للشيعة وإيران لصالح الجماعة ومن أجل الحافظ على وجودها ومستقبلها.. (5) الثالث: الدافع الشخصي وهو محرك الأقلام والكتاب والصحفيين من شتى الاتجاهات إسلامية وعلمانية والذين شنوا حربهم على الشيعة وإيران على سبيل الاسترزاق..
الرابع: الدافع السياسي وهو محرك الحكومة التي تحالفت مع السعودية ومع العراق ضد إيران وحفاظا على ولائها الأمريكي الصهيوني. وهو أيضا محرك الأزهر الذي يسير في ركاب الحكومة ويتبع سياستها حتى ولو كانت تخالف مبادئ الإسلام الذي يدعي تمثيله.. (6) والمراقب للحرب التي شنت على الشيعة في مصر يبهره حجمها وأدواتها والامكانيات التي سخرت لها والتيارات المختلفة التي أسهمت فيها مما يدفع إلى التساؤل: هل حجم الشيعة في مصر بهذا القدر الذي يتطلب مثل هذه الحرب..؟
والجواب إن هذه الحرب لم تكن موجهة ضد الشيعة كمذهب أو الشيعة كأفراد بقدر ما كانت موجهة ضد إيران وثورتها فهي حرب سياسية في المقام الأول هدفها القضاء على تأثير الثورة على شعوب المنطقة العربية خاصة مصر وقد اتخذت الشيعة ستارا لها لجذب الإسلاميين إلى صفها. وإذا كنا سوف نعتبر هذه الحرب حريا مذهبية بين السنة الذين يريدون الحافظ على وجودهم وعلى عقيدتهم وبين الشيعة الزاحفين عليهم من إيران كما كان يتصور بعض السذج والجهلاء في الوسط الإسلامي، فيجب أن نعتبر صدام حسين زعيم السنة فهو الذي كان يقود