أكثر من خمسة عشر عاما قضيتها في دائرة الحركة الإسلامية في مصر بداية من فترة السبعينات ونهاية بفترة الثمانينات.
ومن خلال هذه الفترة عايشت ظهور تيارات ونهاية تيارات. ونمو ظواهر ووقوع أحداث وبروز شخصيات واختفاء أخرى.
ولقد عايشت ذلك كله دون أن تحتويني فكرة أو تيار من التيارات السائدة في الوسط الإسلامي آنذاك لأنني كنت أحمل من رصيد الفكر والتجربة ما يؤهلني لأكون مستقلا عنها.
وكانت هناك محاولات كثيرة لاستقطابي من قبل تيار الأخوان وتيار التكفير وتيار الجهاد. إلا أنني كنت أفضل التعاون مع التيارات الإسلامية من الخارج على الرغم من كون هذا الأمر لم يكن يريح هذه التيارات. من هنا فقد حصرت تعاوني في حدود تيار الأخوان وتيار الجهاد فقط أما بقية التيارات الأخرى فقد كانت ترفض مبدأ التعاون.
وبالإضافة إلى معايشتي هذه التيارات. عايشت أيضا الأطروحة التي تتبناها والتي يتعبد بها الجميع. تلك الأطروحة التي كانت تعتمد على فقه الماضي ولا تعطي للحاضر أهميته المطلوبة.
ولم أكن مستريحا لممارسات هذه التيارات ومواقفها وتصوراتها. كما لم أكن مستريحا لأطروحة الماضي التي تتبناها وتقيم على أساسها تصوراتها ومناهجها..