وقال صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت أمير المؤمنين، ويعسوب الدين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وفاروق الأمة، ومنار الهدى، وإمام الأولياء (1).
المنقبة السادسة عشرة:
اختصه النبي صلى الله عليه وسلم، بالتبليغ عنه - روى جابر الأنصاري، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعث أبا بكر - رضي الله عنه، فأقبلنا معه، حتى إذا كنا (بالعرج) ثوب بالصبح، ثم استوى ليكبر، فسمع الرغوة، خلف ظهره، فتوقف عن التكبير، فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج، فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصلي معه، فإذا علي عليها، فقال أبو بكر: أمير أم رسول؟ فقال علي: لا، بل رسول، أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ببراءة، اقرؤها على الناس في مواقف الحج، فقدمنا مكة، فلما كان قبل التروية بيوم، قام أبو بكر فخطب في الناس، فحدثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ، قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم خرجنا معه، حتى إذا كان يوم عرفة، قام أبو بكر فخطب في الناس، فحدثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ، قام علي فقرأ على الناس سورة البراءة (التوبة) حتى ختمها، ثم كان يوم النحر فأفضنا، فلما رجع أبو بكر خطب في الناس فحدثهم عن إفاضتهم، وعن نحرهم، وعن مناسكهم، فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس سورة براءة حتى ختمها، فلما كان يوم النفر الأول، قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون، وكيف يرمون، فعلمهم مناسكهم، فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس سورة براءة حتى ختمها (2).