3 - السيطرة السياسية:
وسبيلهم إليها التغلغل في الأوساط السياسية، واكتساب التأييد الدولي، وضم كبار الساسة والمسؤولين إلى صفوفهم بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة، فتراهم في الدول الرأسمالية يمالئون النظام الرأسمالي ليكونوا من دعائمه وزعمائه، ثم هم في روسيا الشيوعية دعاتها المتحمسون رواد الثورة البلشفية الحمراء.
ورغم حرص اليهود على اعتزال الحياة الاجتماعية والسياسية واقتصار نشاطهم على شؤون المال والاقتصاد التي توفروا عليها، وتخصصوا فيها، وملكوا زمامها، فإنهم لا يظهرون على مسرح الحياة الدولية العامة إلا في وظائف السلطان التي يتسللون إليها بدهاء خارق، وفقا لسياسة مرسومة، حتى تتاح لهم السيطرة على دفة الحكم فيوجهوها الوجهة التي يبتغون، والتي تحقق مناهجهم الصهيونية، سواء بتسخير سلطات الدولة لتأمين الحياة الرخية لليهود، وتوفير الطمأنينة لهم، أو بإفساد مجتمع الجوييم، وإشاعة الانحلال في أوصاله، تمهيدا لسيطرة اليهود وسيادتهم، فكانوا يتسللون عبر التاريخ الطويل - إلى المناصب الإدارية العليا، والمراكز السياسية المرموقة، سواء في الدول الاسلامية أو المسيحية، في المشرق والمغرب، فكان منهم خواص الأطباء في بلاط الملوك والأمراء، وكان منهم المستشارون والسياسيون والخبراء الماليون وقد استطاعوا عن طريق رجالهم الذين وصلوا إلى المناصب الدولية الهامة أن يحصلوا من الحكومة البريطانية على وعد بلفور بقيام وطن قومي لليهود في فلسطين، وأن يهيؤا لأنفسهم في ظل احتلال بريطانيا فلسطين الدعامات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي قامت عليها دولة إسرائيل واستطاعوا بعد ذلك أن يحصلوا - وعن طريق رجالهم وعملائهم أيضا - على تأييد الولايات المتحدة الأمريكية لكل مشروعاتهم وسياساتهم وأن يظفروا بأصوات الكثرة من أعضاء هيئة الأمم المتحدة حين طرح عليها الاعتراف بدولة إسرائيل المغتصبة.
4 - السيطرة العسكرية:
وهي المرحلة الأخيرة في مناهج الحركة الصهيونية، ومؤداها العمل