هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ١٥٨
وإنما ذهب إلى عدم وصفه بالخالق والمخلوق، أما الأول فهو يشير من طرف خفي إلى الرد على من قال بأنه قديم، وأنه عبارة عن الكلام النفسي القائم بذات الله تعالى كما هو رأي الأشاعرة بعد ذلك، فإنه لو كان قديما لكان هناك إلهان اثنان، كما قال الإمام علي عليه السلام: " لو كان قديما لكان إلها ثانيا ".
وأما عدم وصفه بالمخلوق فهو وقوفا على ما ورد عن الأئمة من أهل البيت وفرارا وتنزيها مما يعطي لفظ مخلوق من معنى الاختلاق. يقول الصدوق: " قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله وقول الله ووحي الله وكتاب الله ولم يجئ فيه أنه مخلوق، وإنما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه لأن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبا، ويقال: كلام مخلوق أي مكذوب " (1). وهذا أشبه بالنهي عن قول (راعنا) في قوله تعالى * (لا تقولوا راعنا ولكن قولوا انظرنا) * وذلك لأجل قطع الطريق على اليهود الذين يقولون ذلك، ويقصدون بها السب، لأن كلمة راعنا في اللغة العبرية تعطي معنى شريرنا (2).
ويوضح هشام رأيه في الموضوع فيقول: " وإنه على ضربين، إن كنت تريد المسموع فقد خلق الله الصوت المتقطع وهو رسم القرآن، فأما القرآن فهو فعل الله مثل العلم والحركة لا هو هو ولا غيره " (3).

(1) التوحيد 226.
(2) أنظر آلاء الرحمن للإمام البلاغي ج 1 ص 114.
(3) مقالات الاسلاميين ص 121.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242