هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ١٥٣
" ولا تجوز أيضا أن تكون إرادته لا فيه ولا في غيره، لأنها عرض، والعرض يفتقر إلى محل يحملها، ويصح بوجودها وجودها ولو جاز أن توجد إرادة لا في مريد بها ولا في غيره لجاز أن توجد حركة لا في متحرك بها ولا في غيره " (1).
وهذا النقد متوجه على هشام في الحركة، لأنه ليس حكمها عنده حكم بقية الأعراض التي يدعى بأنها أجسام.
ونجد هذا الرأي لهشام قد تسرب أثره إلى تلميذه أبي جعفر محمد خليل السكاك، فإنه تابعة على تفسير الإرادة بالحركة وأثبت أن الله متحرك. وقد سأله بعض الأشعريين فقال له:
" إذا أجزت عليه (أي على الله) الحركة، فهلا أجزت عليه أن يطفر، فقال: لا يجوز عليه الطفرة لأن الطفرة إنما تكون فرارا من ضد، أو اتصالا بشكل. فقال له: فالحركة أيضا كذلك، فلم يأت بفرق " (2).
ولا أدري إذا كان السكاك لا يفسر الحركة بالفعل كما فسرها هشام أم لا، والجواب على تفسير هشام للحركة بالفعل واضح لا يتأتى فيه نقض الأشعري، فكيف خفي على السكاك ذلك. لكن بعد أن اعتبرنا السكاك تلميذا لهشام فلا بد أن يريد من الحركة الفعل كما هو رأي أستاذه تماما.
ومن الطريف أن نجد النظام ينفي الإرادة، ويوافق الشيعة وبالأحرى يوافق هشاما على أنها فعل، فقد كان يرى أن الله

(١) كنز الفوائد 26.
(2) شرح النهج م 1 ص 296.
(١٥٣)
مفاتيح البحث: الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242