عند بني أمية: كم عمرك يا غلام؟ فقال: إن عمري كعمر أسامة بن زيد الذي أمره النبي (صلى الله عليه وسلم) على مشائخ الصحابة (1).
ومثال خامس: سأله سليمان حريز فقال: يا هشام بن الحكم، أخبرني عن قول علي لأبي بكر: يا خليفة رسول الله، أكان صادقا أم كاذبا؟ فقال هشام: وما الدليل على أنه قاله؟
ثم قال: وإن كان قاله فهو كقول إبراهيم (إني سقيم) وكقوله (بل فعله كبيرهم)، وكقول يوسف (أيتها العير إنكم لسارقون) (2).
2 - النزعة الحسية.
وفي آرائه الموجودة بين أيدينا اتجاه مادي، ونزعة حسية قلما تخفى، وتبدو سافرة في أكثر من موضع. فالألوان والطعوم والروائح عنده أجسام كما سبق، ويعزى إليه القول بأن العلوم والإرادات والحركات أجسام أيضا، كما يتضح ذلك من نقض النظام عليه، فإن البغدادي يقول إن النظام أنكر على هشام بن الحكم قوله بأن العلوم والإرادات والحركات أجسام، وقال (أي النظام) لو كانت هذه الثلاثة أجساما لم تجتمع في شئ واحد وحيز واحد، مع أن النظام نفسه يقول بأن اللون والطعم والصوت أجسام متداخلة في حيز واحد، وينقض مذهبه اعتلاله على خصمه " (3).