نفحات الأزهار - السيد علي الميلاني - ج ١٦ - الصفحة ٢٧٠
الصديق الأكبر، ودخول مورد النص تحت العام قطعي، فالصديق الأكبر ولي المسلمين ومتولي أمورهم، وهذا معنى الخلافة الراشدة... ".
ومجمل هذا الكلام: دلالة الآية المباركة على الإمامة والخلافة.
وبه تندفع هفوات ولده (الدهلوي) وخرافاته في منع حمل " الولاية " و " الولي " على الأولوية بالتصرف والإمامة والرياسة العامة.
وأما دعوى نزول الآية في حق أبي بكر ودلالتها على إمامته دون أمير المؤمنين علي عليه السلام، فيكذبها روايات أساطين أئمة القوم وأجلاء محدثيهم ومشاهير مفسريهم (1).
* وذكر شاه ولي الله في (إزالة الخفا) في المقدمة الأولى من مقدمات إثبات إمامة أبي بكر: أن بين الخلافة الخاصة والأفضلية ملازمة. ثم ذكر وجوها عديدة في بيان هذه الملازمة وتقريرها، قال في الوجه الأخير: " وقد تقرر بأن * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * الآية بسياقها إشارة إلى أن ولاية المسلمين لا تجوز إلا لقوم يكون * (يحبهم ويحبونه...) * من صفاتهم ".
فهذا ما ذكره في معنى الآية المباركة، فنعم الوفاق!
فواعجبا من (الدهلوي) كيف لم يحتفل بنص أبيه؟ وكيف لم يعتن بقول

(١) روى نزل الآية المباركة في أمير المؤمنين عليه السلام لتصدقه في الصلاة وهو راكع كثير من أئمة أهل السنة في مختلف العلوم، فراجع من كتبهم:
تفسير الطبري ٦ / ٢٨٨، تفسير الفخر الرازي ١٢ / ٢٦، مجمع الزوائد ٧ / ١٧، أسباب النزول للواحدي: ١١٣، تفسير ابن كثير ٢ / ٧١، جامع الأصول ٩ / ٤٧٨، الكشاف ١ / ٦٤٩، تفسير النسفي ١ / ٢٨٩، ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ٢ / ٤٠٩، زاد المسير ٢ / ٣٨٣، فتح القدير ٢ / ٥٣، الصواعق المحرقة: ٢٤، أحكام القرآن للجصاص 4 / 102، الرياض النضرة 2 / 273.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست