وتكثير الطعام رواها الثقات والعدد الكثير عن الجماء الغفير عن العدد الكثير من الصحابة.. فهذا النوع كله مما يلحق بالقطعي من معجزاته.. " (1).
قلت: فكذلك حديث مدينة العلم، رواه الثقات والعدد الكثير من الأئمة عن العدد الكثير من الصحابة، فهو قطعي أيضا.
الثالث عشر:
لقد قال القاضي عياض في كلامه السابق " ومنها ما رواه الكافة عن الكافة، متصلا عمن حدث بها من جملة الصحابة وأخبارهم، أن ذلك كان في مواطن اجتماع الكثير منهم في يوم الخندق وفي غزوة بواط وعمرة الحديبية وغزوة تبوك وأمثالها من محافل المسلمين ومجمع العساكر، ولم يؤثر عن أحد من الصحابة مخالفة للراوي فيما حكاه ولا إنكار لما ذكر عنهم أنهم رووه كما رواه، فسكوت الساكت منهم كنطق الناطق، إذ هم المنزهون عن السكوت على باطل والمداهنة في كذب، وليس هناك رغبة ولا رهبة تمنعهم، ولو كان ما سمعوه منكرا عندهم غير معروف لديهم أنكروا كما أنكر بعضهم على بعض أشياء رووها من السنن والسير وحروف القرآن، وخطأ بعضهم بعضا ووهمه في ذلك مما هو معلوم، فهذا النوع كله مما يلحق بالقطعي من معجزاته لما بيناه.. " (2).
هذا كلامه، وعلى هذا الأساس نقول: إن أكثر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام قطعي، ولا سيما حديث مدينة العلم لما سيجئ - في روايات الأعلام - من حديث جابر من أن النبي صلى الله عليه وآله قال ذلك في غزوة الحديبية ولم يؤثر عن أحد من الصحابة مخالفة لجابر فيما حكاه في الباب.
بل يظهر من عبارة الزرندي إجماعهم على الاعتراف بذلك، فقد قال هي فضيلة " اعترف بها الأصحاب وابتهجوا، وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا " وقد نقل