مذهبهم ونشر عقائدهم.. حتى كادت تتشيع سائر الفرق.
وكتاب التحفة - وإن كان في الأغلب تكرارا لما قاله أبناء تيمية وحجر وروزبهان وكثير والجوزي.. والفخر الرازي.. وغيرهم من متعصبي أهل السنة السابقين، في مؤلفاتهم التي رد عليها علماء الشيعة المعاصرون لهم أو المتأخرون عنهم.. إلا أن من الطبيعي أن يحدث فتنة عظيمة بين المسلمين في تلك الأقطار، وأن يحسب العوام والجهلة من أهل السنة أن قد نجح هذا الكتاب في الهدف الذي لأجله ألف، وهو الصد عن تقدم المذهب الشيعي.
لكن الشيعة كانوا ينتظرون بفارغ الصبر وبقلوب مطمئنة صدور الرد بل الردود العديدة عليه من قبل فطاحل العلماء الذين قبضهم الله عز وجل للذب عن الدين الحنيف والدفاع عن المذهب الحق.
حتى انبرى له جماعة من فحول الطائفة - سيأتي ذكر أسمائهم - وكتبوا ردودهم عليه لا سيما الباب السابع منه المتعلق بمباحث الإمامة والخلافة.
وإن من يقف على كتاب (عبقات الأنوار) الذي ألف في النصف الثاني من القرن الثالث عشر يمكنه - بسهولة - تقدير الأثر الذي تركه هذا الكتاب في زمن صدوره وانتشاره في الأوساط العلمية وغيرها من بلاد الهند.
لقد شفى هذا الكتاب غليل الشيعة، ورفع رؤوسهم، وأثلج صدورهم، فكان برهانا لامعا لإعلان الحق، والدعوة إلى سبيل الله، وتبليغ رسالاته، وسيفا قاطعا على الأعداء والخصوم.. وأصبح نبراسا يضئ طريق الحق للسائرين ورائدا لمن جاء بعده من الباحثين.. وإن في ما ذكرناه في (الدراسات) في الدلالة على ما قلناه كفاية.. والحمد لله رب العالمين.
ب - في الأوساط الأخرى