شخصية، فيروى، قد قيل للمختار يا أبا إسحاق لقد ظن الناس أن قيامك بهذا الأمر دينونة فقال المختار لا لعمري ما كان إلا لطلب دنيا فإني رأيت عبد الملك بن مروان قد غلب على الشام وعبد الله بن الزبير على الحجاز ومصعبا على البصرة ونجده الحروري على العروض وعبد الله بن خازم على خراسان ولست بواحد منهم ولكن ما كنت أقدر على ما أردت إلا بالدعاء إلى الطلب بثار الحسين (1).
ومن هذا يتبين أن الدعوات التي قامت لنصرة آل البيت لم تكن خالصة في حد ذاتها.
ومهما يكن من أمر فقد قام المختار بحركته فيذكر الدينوري أن المختار جعل يختلف إلى شيعة بني هاشم وهم يختلفون إليه فيدعوهم إلى الخروج معه والطلب بدم الحسين فاستجاب له بشر كثير وأكثر من استجاب له همدان وقوم كثير من أبناء العجم كانوا بالكوفة، وكان يجتمع بأصحابه سرا (2).
فالدينوري يورد هنا كلمة شيعة بني هاشم، وهذا التعبير يدخل ضمنه كل آل الرسول وليس عليا وأولاده فقط، ثم أن المختار حينما ظهر كان ظهوره للأخذ بثار الحسين وأنه من الشيعة والشيعة أتباع علي وأولاده.
وقد استطاع المختار أن يستغل الظروف المحيطة به فقد ذكر البلاذري أن المختار ثبط الناس عن سليمان بن صرد لأن المختار عندما قدم الكوفة ودعا إلى الطلب بثار الحسين لم يجبه أحد وقال له الناس هذا سليمان شيخ الشيعة وقد أطاعته الشيعة وانقادت له فيقول لهم أن سليمان رجل لا علم له بالحروب وسياسة الرجال وقد جئتكم من قبل المهدي، يعني ابن الحنفية، فلم يزل حتى انشعبت له طائفة (3).
وعندما اجتمعت الشيعة إلى المختار كان يقول أن محمد بن الحنيفة