نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٦٩
وقد استطاع معاوية أن يستغل هذه الأمور، فكان يدس إلى عسكر الحسن من يتحدث أن قيس بن سعد قد صالح معاوية وصار معه ويوجه إلى عسكر قيس من يتحدث أن الحسن قد صالح معاوية، كما أنه أرسل المغيرة بن شعبة وعبد الله بن عامر لابن كريز إلى الحسن واتوه وهو نازل بالمدائن فخرجوا من عنده وهم يقولون ويسمعون الناس ان الله قد حقن بابن رسول الله الدماء وسكن به الفتنة وأجاب إلى الصلح، فاضطرب العسكر ولم يشك الناس في صدقهم فوثبوا بالحسن ... وتفرق الناس عنه (1).
ويبدو من هذا أن الجماعة المحيطة بالحسن أو شيعته لم يكونوا جميعا شيعة حقا لأنهم لو كانوا شيعة لما أثرت فيهم دسائس معاوية وإنما يظهر أنهم، كانوا يميلون للعلويين ويرون فيهم منذ قتل علي رمز سلطتهم المفقودة (2). ولكن هناك جماعة أخلصت للحسن، فيذكر البلاذري أن الحسن حينما جرح نزل في دار سعد بن مسعود عم المختار بن أبي عبيد الثقفي بالمدائن وكان أبوه قد ولاه إياها، فأشار عليه المختار أن يوثقه ويسير به إلى معاوية على أن يطعمه خراج جوخي، فأبى ذلك وقال للمختار: قبح الله رأيك أنا عامل أبيه وقد ائتمنني وشرفني، وهبني نسيت بلاء أبيه أأنس رسول الله ولا أحفظه في ابن بنته وحبيبه، ثم أنه أتاه بطبيب وأقام عليه حتى برا (3). وقد ذكر الطبري ان الشيعة كانت تشتم المختار وتعتبه لهذا السبب (4).
فسعد بن مسعود إذن من مخلصي شيعة علي فهو حافظ لعهده ولعهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكون الحسن ابنه. وعندما وثب القوم بالحسن نادى أين ربيعة وهمدان فتبادروا إليه (5). فخص بالنداء ربيعة وهمدان لثقته بولائهما

(١) اليعقوبي: التاريخ ج ٢ ص ١٩١.
(٢) الدوري: العصر العباسي الأول ص ١٥.
(٣) البلاذري: أنساب الأشراف ج ٣ الورقة ٣ ب.
(٤) الطبري ج ٥ ص ٥٦٩.
(٥) الدينوري: الأخبار الطوال ص ٢١٧.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298