فيظهر من كلام محمد بن الحنيفة أنهم لا زالوا في شك من نصرة أهل العراق لهم بالرغم من كثرة عددهم.
وخرج الحسين قاصدا الكوفة وأرسل قبله مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ليتأكد من بيعة الناس له فوصل مسلم بن عقيل الكوفة واجتمع إليه خلق كبير من الشيعة وجعلت الشيعة تختلف إليه وهو في دار عروة بن هانئ المذحجي ويبايعون الحسين سرا ومسلم بن عقيل يكتب أسماءهم ويأخذ عليهم العهود أنهم لا ينكثون حتى بايعه ما ينيف على عشرين ألفا (1).
وبينما الحسين في طريقه لقي الفرزدق بن غالب الشاعر فسأله عن أمر الناس فقال له الفرزدق: الخبير سألت ان قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية (2).
ونفهم من هذا النص أن الشك كان يحوم حول مدى نصرة أهل الكوفة من شيعة وغيرهم للعلويين.
ثم توالت الأحداث، فقتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وخافت الشيعة ولم تخرج لنصرتهم ولم يعلم الحسين ما حدث إلا بعد وصوله ولم يبق معه غير أهل بيته وعددهم 62 أو 72 رجلا، وعمر بن سعد في 4 آلاف (3).
وقد خير الحسين أهل بيته بين البقاء معه أو الخروج لأن القوم لا يريدون غيره فأبوا وقاتلوا معه حتى قتل وقتلوا (4).
وهكذا نرى أن حركة التشيع كانت لا تزال متعثرة في طريقها لأن التشيع في نظر أهل العراق كان مرتبطا بذكرى حكم علي الذي يمثل زعامة العراق بين الأمصار (5).