وترك المدينة خارجا إلى مكة (1).
وجاءته الرسل من العراق من شيعته تدعوه إلى القدوم فقد اجتمع جماعة من الشيعة في منزل سليمان بن صرد واتفقوا على أن يكتبوا إلى الحسين يسألونه القدوم عليهم ليسلموا الأمر إليه (2).
وكان الحسين بن علي منكرا لصلح الحسن معاوية فلما وقع الصلح دخل جندب بن عبد الله الأزدي والمسيب بن نجبة الغزاري وسليمان بن صرد الخزاعي وسعيد بن عبد الله الحنفي في قصر الكوفة وسلموا عليه فلما رأى سوء حالهم، تكلم وذكر كراهيته للصلح وقال: ولكنه أخي عزم علي وناشدني فأطعته كأنما يحز أنفي بالمواسي ويشرح قلبي بالمدى... (3).
فيبدو أن الشيعة قد استعدت للقيام بعمل إيجابي أي الثورة بوجه السلطان الأموي.
ولما وردت رسل أهل العراق إلى الحسين تستعجله القدوم بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي من شيعته المؤمنين والمسلمين، أما بعد فحي هلا فإن الناس ينتظرونك لا إمام لهم غيرك فالعجل العجل والسلام (4).
ونلاحظ أن كلمة شيعة هنا لا تستعمل بمفردها وإنما يقال شيعة الحسين التي تدين بموالاة الحسين وإمامته بعد الحسن.
وخرج الحسين إلى مكة ومعه مواليه وبنو أخيه وجميع أهل بيته إلا محمد بن الحنفية وقد نصح الحسين أن لا يذهب إلا بعد أن يستوثق بيعة الناس له لئلا يختلف عليه الناس فيقتل ويذهب دمه هدرا (5).