بعثه إليهم أن المهدي ابن الوصي محمد بن علي بعثني إليكم أمينا ووزيرا (1).
وواضح من هذا أن المختار قد دعا إلى إمامة محمد بن الحنفية (2). كما أنه كان يلقب محمد بن الحنفية بالمهدي وقد تطورت هذه الفكرة فيما بعد وأصبحت من مبادئ الكيسانية الرئيسية (3).
ويعلل المسعودي سبب اعتقاد المختار بمحمد بن الحنفية فيقول: والذي دفع المختار الاعتقاد بإمامة محمد بن الحنفية أنه كتب كتابا إلى علي بن الحسين السجاد يريده على أن يبايع له ويقول بإمامته ويظهر دعوته وأنفذ إليه مالا كثيرا فأبى علي بن الحسين أن يقبل ذلك منه أو يجيبه عن كتابه وسبه على رؤوس الملأ في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأظهر كذبه وفجوره ودخوله على الناس بإظهار الميل إلى آل أبي طالب فلما يئس المختار من علي بن الحسين كتب إلى عمه محمد بن الحنفية يريده على مثل ذلك فأشار عليه علي بن الحسين أن لا يجيبه، لأن باطنه مخالف لظاهره في الميل إليهم فهو في عداد أعدائهم لا أوليائهم، ولكن ابن الحنفية سكت عن المختار عملا بنصيحة ابن عباس وخوفا من ابن الزبير (4).
ولم يرد هذا الخبر عند أحد غير المسعودي، وبهذا استطاع المختار إيهام الناس بأنه مرسل من قبل ابن الحنفية. ويذكر ابن سعد أن المختار كان يدعو الناس إلى محمد بن الحنفية فبايعه عدد كبير إلا أنهم شكوا في أمره فأرادوا التأكد من أمره فسألوا محمد بن الحنيفة فأجابهم ابن الحنفية، نحن حيث ترون محتسبون وما أحب أن لي سلطان الدنيا بقتل مؤمن بغير حق ولوددت أن الله انتصر لنا بمن شاء من خلقه فاخذروا الكذابين وانظروا لأنفسكم ودينكم (5).