ذلك خير لكم عند بارئكم (1).
وبدأ سليمان بن صرد يبث الرسل إلى الشيعة في المدائن والبصرة (2).
ويبدو من هذا أن هناك شيعة لعلي في المدائن والبصرة، وكان ابتداء أمر التوابين سنة 61 ه لكنهم اتفقوا على الخروج سنة 65 ه وأن يجتمعوا بالنخيلة (3).
فيظهر أن الشيعة كانوا يستعدون ويتحينون الفرصة المناسبة للطلب بدم الحسين ولكنهم لم يتمكنوا من الظهور زمن يزيد. فلما مات يزيد اجتمعت الشيعة إلى سليمان بن صرد وقالوا: قد مات هذا الطاغية فإن شئت أظهرنا الطلب بدم الحسين وتتبعنا قاتليه فمنعهم من ذلك وطلب منهم أن يصبروا وقال لهم إن قتلة الحسين هم أشراف أهل الكوفة وفرسان العرب وهم المطالبون بدمه ومتى علموا ما تريدون وعلموا أنهم المطلوبون كانوا أشد عليكم، ثم أوصاهم أن يدعوا إلى أمرهم هذا شيعتهم وغير شيعتهم لأنه قال، فإني أرجو أن يكون الناس اليوم حيث هلك هذا الطاغية أسرع إلى أمركم استجابة منهم قبل هلاكه (4).
فلما كانت سنة 65 ه خرج سليمان إلى النخيلة ونادوا أصحابه يا لثارات الحسين وكان معه ستة عشر ألفا، فلما عرض أصحابه وجدهم أربعة آلاف (5 .
وهكذا كانت الشيعة لا تزال حتى في هذه الفترة غير مستقرة إذ ما تبدأ بعمل وتتفق عليه حتى تتفرق متأثرة بتأثيرات مختلفة. وكان نصيب حركة التوابين الفشل (6).