فجواب محمد لا يدل على تأييد المختار وكان له تأثير في اضعاف دعوة المختار.
ولو تتبعنا سيرة محمد بن الحنيفة فلا نجد ما يشير إلى أنه كان طامعا في الأمر بعد الحسين وإنما كان ممن أخلص النصح للحسن والحسين وقد أوصى الحسن الحسين به وقال: يا أخي أوصيك بمحمد أخيك فإنه جلدة ما بين العينين وقال يا محمد أوصيك بالحسين كانفه ووازره (1).
واستمر المختار في الطلب بثار الحسين وتتبع قتلته فقتل عبيد الله بن زياد، وعمير بن الحباب، وفرات بن سالم، وشمر بن الجوشن، وكثير غيرهم (2).
ولم يدم أمر المختار طويلا فقد انتهى أمره بقتاله مع ابن الزبير (3).
وتظهر أهمية حركة المختار في أحداث التطور على الشيعة بظهور فرقة جديدة تقول بإمامة محمد بن الحنفية سميت بالكيسانية (4).
وقد انقسمت الكيسانية إلى فرق عديدة، ظهرت نتيجة لحركة المختار وقد اختلف كتاب الفرق في النظر إليها فمنهم من عدها من الشيعة، ومنهم من عدها من الغلاة وقد اتصلت الكيسانية بالسبأية في بعض مبادئها وتطورت حتى أخرجت الإمامة من أولاد علي إلى أولاد العباس وسنأتي على بيان ذلك في باب الدعوة العباسية.
وقد امتازت هذه الفترة بظهور محمد بن علي بن الحنفية، ومحمد ابن علي بن عبد الله بن عباس، وأبي محمد علي بن الحسين.