ابن العباس، وهؤلاء الشيعة العباسية فقد ذكر صاحب أخبار العباس قال:
سمعت أبا هاشم يقول: قال لي محمد بن علي: قد أظلكم خروج رجل من أهل بيتي بالكوفة يغتر في خروجه كما غر غيره فيقتل ضيعة ويصلب فحذر الشيعة قبلكم منه (1).
وقد حذر بكير بن ماهان أتباعه من زيد وأصحابه قال: إني أعلم ما تعلمون الزموا بيوتكم وتجنبوا أصحاب زيد ومخالطتهم (2).
فلم يشارك هؤلاء في حركة زيد وتركوه. ولم يوافق أيضا أبناء الحسن زيدا على الثورة، وقد حذره عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب حيث ذكر مسكويه كتابا من عبد الله إلى زيد قال فيه: يا بن عمي إن أهل الكوفة نفخ العلانية خور السريرة تقدمهم ألسنتهم ولا تتابعهم قلوبهم ولقد تواترت إلى كتبهم فصمت عن ندائهم وألبست قلبي غشاء عن ذكرهم يأسا منهم واطراحا لهم ومالهم إلا ما قال علي بن أبي طالب وذكره بأشياء قالها في أهل العراق (3).
فيظهر من هذا أن أهل الكوفة بالرغم من كونهم شيعة إلا أنه لا يركن إليهم وأن هناك دعوة في هذه الفترة لعبد الله بن الحسن بن الحسن.
أما الشيعة أتباع محمد الباقر فلم يوافقوا زيدا على رأيه وحذروه من الخروج فيذكر المسعودي، أن محمد الباقر حذر أخاه زيدا حينما شاوره في الخروج فأشار عليه بأن لا يركن إلى أهل الكوفة إذ كانوا أهل غدر ومكر وقال له بها قتل جدك علي وطعن عمك الحسن وقتل أبوك الحسين وفيها وفي أعمالها شتمنا أهل البيت (4).
إلا أن زيدا خرج ثائرا وقدم الكوفة فأسرعت إليه الشيعة وقالت: إنا لنرجو أن يكون هذا الزمان هلاك بني أمية وجعلوا يبايعونه سرا وبايعه