نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٨٦
وهكذا يؤكد الطوسي أن الإمامة في المهدي بن الحسن العسكري وأنه القائم، إلا أنه غائب مستور.
وتعلل الشيعة الغيبة بالتقية ولما كان المهدي عند الشيعة هو الإمام المنتظر لدولة الحق الذي سيملأ الأرض عدلا فقد غاب حتى يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة (1).
أما المرتضى فيذكر أن السبب في الغيبة، هو إخافة الظالمين له ومنعهم يده من التصرف فيما جعل إليه التصرف فيه لأن الإمام إنما ينتفع به النفع الكلي إذا كان متمكنا مطاعا مخلى بينه وبين أغراضه يقود الجنود ويحارب البغاة... وكل ذلك لا يتم إلا مع التمكن فإذا حيل بينه وبين أغراضه سقط عنه فرض القيام بالإمامة ، وإذا خاف على نفسه وجبت غيبته والتحرز من المضار واجب عقلا وسمعا.
ثم يضرب مثلا باستتار النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الشعب والغار وأن هذا الاستتار سببه الخوف.
كما يذكر أنه لا فرق بين قصر الغيبة وطولها لأنها مقرونة بسببها فتقصر بقصره وتزول بزواله (2).
ويعلل المفيد سبب الغيبة ويقول إن استتار ولادة المهدي بن الحسن (العسكري ) عن جمهور أهله وغيرهم وخفاء ذلك واستمرار استتاره عنهم ليس بخارج عن العرف ولا مخالفا لحكم العادات. ويقول: من الناس من يستر ولده عن أهله مخافة شنعتهم في حقه وطمعهم في ميراثه ما لم يكن له ولد فلا يزال مستورا حتى يتمكن من إظهاره على أمان منه (3).
ويفسر الطوسي سبب الغيبة بالتقية ويقول: وإمام الزمان كل الخوف عليه لأنه يظهر بالسيف ويدعو إلى نفسه ويجاهد من خالف عليه (4).

(١) الصدوق: كمال الدين وتمام النعمة ج ١ ص ٤٣٩.
(٢) المرتضى: مسألة في الغيبة (نفائس المخطوطات المجموعة الرابعة ص ١١).
(٣) المفيد: الفصول العشرة في الغيبة ص ٦ - 7.
(4) الطوسي: تلخيص الشافي ج 4 ص 217.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298