وهكذا يؤكد الطوسي أن الإمامة في المهدي بن الحسن العسكري وأنه القائم، إلا أنه غائب مستور.
وتعلل الشيعة الغيبة بالتقية ولما كان المهدي عند الشيعة هو الإمام المنتظر لدولة الحق الذي سيملأ الأرض عدلا فقد غاب حتى يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة (1).
أما المرتضى فيذكر أن السبب في الغيبة، هو إخافة الظالمين له ومنعهم يده من التصرف فيما جعل إليه التصرف فيه لأن الإمام إنما ينتفع به النفع الكلي إذا كان متمكنا مطاعا مخلى بينه وبين أغراضه يقود الجنود ويحارب البغاة... وكل ذلك لا يتم إلا مع التمكن فإذا حيل بينه وبين أغراضه سقط عنه فرض القيام بالإمامة ، وإذا خاف على نفسه وجبت غيبته والتحرز من المضار واجب عقلا وسمعا.
ثم يضرب مثلا باستتار النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الشعب والغار وأن هذا الاستتار سببه الخوف.
كما يذكر أنه لا فرق بين قصر الغيبة وطولها لأنها مقرونة بسببها فتقصر بقصره وتزول بزواله (2).
ويعلل المفيد سبب الغيبة ويقول إن استتار ولادة المهدي بن الحسن (العسكري ) عن جمهور أهله وغيرهم وخفاء ذلك واستمرار استتاره عنهم ليس بخارج عن العرف ولا مخالفا لحكم العادات. ويقول: من الناس من يستر ولده عن أهله مخافة شنعتهم في حقه وطمعهم في ميراثه ما لم يكن له ولد فلا يزال مستورا حتى يتمكن من إظهاره على أمان منه (3).
ويفسر الطوسي سبب الغيبة بالتقية ويقول: وإمام الزمان كل الخوف عليه لأنه يظهر بالسيف ويدعو إلى نفسه ويجاهد من خالف عليه (4).