وهذا تأكيد آخر على إمامة موسى بن جعفر لأن الفيض عدله بأبيه الإمام كما أن إمامته منصوص عليها من الله.
ويذكر المسعودي أن من دلائل إمامة موسى بن جعفر ما رواه علي ابن حمزة الثمالي عن أبي بصير قال سمعت العبد الصالح يعني موسى بن جعفر يقول: لما وقع أبو عبد الله في مرضه الذي مضى فيه قال لي:
يا بني لا يلي غسلي غيرك فإني غسلت أبي والأئمة يغسل بعضهم بعضا (1).
ويبدوا أن الشيعة في هذه الفترة كانت في شك من أمر الإمامة والظاهر أن الظروف السياسية واضطهاد العباسيين للشيعة دعت إلى التكتم في أمر الإمامة لا سيما في فترة الصادق كما مر سابقا.
أما الشيخ المفيد فيشير إلى من أكد النص على إمامة موسى بن جعفر ويقول:
وممن روى صريح النص بالإمامة من أبي عبد الله على ابنه أبي الحسن موسى بن جعفر من شيوخ أصحاب أبي عبد الله وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين منهم المفضل بن عمر الجعفي ومعاذ بن كثير وعبد بن الحجاج والفيض بن المختار ويعقوب السارج... وقد روى ذلك من أخويه إسحاق وعلي ابنا جعفر وكانا من الفضل والورع على ما لا يختلف فيه اثنان (2).
ويضيف المفيد إلى الأدلة السابقة دليلا آخر على إمامة موسى بن جعفر فيذكر رواية عن محمد بن الوليد قال سمعت علي بن جعفر بن محمد لصادق يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول لجماعة من خاصته وأصحابه: استوصوا بابني موسى خيرا فإنه أفضل ولدي ومن أخلف من بعدي وهو القائم مقامي والحجة الله تعالى على كافة خلقه من بعدي (3).