نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٤٨
حدث الصادق في أمر أبي الحسن موسى بن جعفر حتى قال له أبو عبد الله: هو صاحبك الذي سألت عنه فقم إليه فأقر له بحقه، فقمت حتى قبلت رأسه ويده ودعوت الله له، فقال أبو عبد الله: أما أنه لم يؤذن لنا في أو منك، قال قلت: جعلت فداك فأخبر به أحدا؟ قال: نعم أهلك وولدك وكان معي أهلي وولدي ورفقائي فلما أخبرتهم حمدوا الله (1).
ويبدو أن موسى بن جعفر كان أقرب إخوته إلى أبيه وأرفعهم منزلة عنده يدل على ذلك ما رواه الكليني من أن الصادق كان يلوم ابنه عبد الله الأفطح ويعاتبه ويقول: ما منعك أن تكون مثل أخيك، فوالله إني لأعرف النور في وجهه؟ فقال عبد الله: لم أليس أبي وأبوه واحدا وأمه وأمي واحدة فقال له أبو عبد الله:
انه من نفسي وأنت ابني (2).
فهذا دليل آخر أكد به الصادق إمامة ابنه موسى من بين أولاده، كما أن الصادق كان حذرا حتى في وصيته لموسى أبنه فلم يوص له فقط وإنما أشرك معه آخرين من أولاده ليبهم الأمر على المنصور آنئذ لشدته مع العلويين كما مر سابقا، فيروي المسعودي أن الصادق أوصى وصيته الظاهرة خوفا على ابنه موسى وتقية إلى أربعة المنصور وابنه عبد الله الأفطح وابنته فاطمة وابنه موسى بن جعفر فقام موسى بأمر الإمامة سرا واتبعه المؤمنون (3).
ويستدل الكليني على إمامة موسى بن جعفر بما رواه عن فيض بن المختار قال إني لعند أبي عبد الله إذ أقبل أبو الحسن موسى وهو غلام فالتزمته وقبلته فقال أبو عبد الله: أنتم السفينة وهذا ملاحها، قال:
فحججت من قابل ومعي ألفا دينار فبعثت بألف إلى أبي عبد الله وألف إليه، فلما دخلت على أبي عبد الله قال يا فيض عدلته بي؟ قلت: إنما فعلت ذلك لقولك، فقال: أما والله ما أنا فعلت ذلك، بل الله عز وجل فعله به (4).

(١) الكليني: الكافي ج ١ ص ٣٠٩.
(٢) ن. م ج ١ ص ٣١٠.
(٣) المسعودي: إثبات الوصية ص ١٥٩.
(٤) الكليني: الكافي ج ١ ص ٣١١.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298