لأنه ينسب إلى أمر ليس له لم أجده في كتاب علي من خلفاء هذه الأمور ولا من ملوكها (1).
ويورد ابن طاووس رسالة للصادق في تعزية أبناء عمه الحسن حينما حبسهم المنصور وتدل هذه الرسالة على الصلة الحسنة بين الصادق وأبناء عمه وعلى منزلتهم عنده:
بسم الله الرحمن الرحيم إلى الخلف الصالح والذرية الطيبة من ولد أخيه وابن عمه.
أما بعد فلأن كنت تفردت أنت وأهل بيتك ممن حمل معك بما أصابكم ما انفردت بالحزن والكآبة وأليم وجع القلب دوني، فلقد نالني من ذلك الجزع، والقلق وحر المصيبة مثل ما نالك، ولكن رجعت إلى ما أمر الله جل جلاله به المتقين من الصبر حين يقول لنبيه: (فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا)... إلى أن يقول: فعليكم يا عم وابن عم وبني عمومتي بالصبر والرضا والتسليم والتفويض إلى الله عز وجل والرضا والصبر على قضائه والتمسك بطاعته والنزول عند أمره. أفرغ الله علينا وعليكم الصبر وختم لنا ولكم بالأجر والسعادة وأنقذكم وإيانا من كل هلكة بحوله وقوته وإنه سميع قريب (2).
ويقول ابن طاووس: وهذه شهادة صريحة من طرق صحيحة بمدح المأخوذين من بني الحسن وإنهم مضوا إلى الله بشرف المقام والظفر بالسعادة (3).
وقد استمر الأئمة على موقفهم هذا من أبناء الحسن كما بذلوا النصح لكل من خرج منهم كما فعل موسى بن جعفر مع الحسين بن علي ابن الحسن صاحب فخ فقد قال له بعد أن امتنع من الخروج معه: إنك مقتول فأجد الضراب فإن القوم فساق يظهرون إيمانا، ويضمرون نفاقا