الحسن بن عبد الله (1).
إلا أن أبناء الحسن استمروا على سياسة الثورة فقد ظهر زمن الرشيد يحيى بن عبد الله بن الحسن بالديلم وقوي أمره، فأرسل إليه الرشيد الفضل بن يحيى في خمسين ألفا ومعه وجوه القواد فوصل الفضل إلى الديلم واستطاع أن يقضي على حركته مستخدما أساليب مختلفة من الشدة واللين والتحذير والترهيب إلى أن أجاب يحيى إلى الصلح (2).
ويبدو أن يحيى لم يجب إلى الصلح إلا بعد أن رأى ضعف مركزه وتفرق أصحابه وسوء رأيهم فيه وكثرة خلافهم عليه (3).
ولكنه اشترط على الرشيد أن يكتب له أمانا بخطه وأن يشهد عليه الفقهاء والقضاة وجلة بني هاشم ومشايخهم فرضي الرشيد بذلك وكتب الأمان وجعله على نسختين أرسل إحداهما إلى يحيى واحتفظ بالأخرى (4).
إلا أن الرشيد كان حذرا من يحيى فأوكل أمره إلى الفضل بن يحيى وفي نفسه الحيلة على يحيى والتفرغ له وطلب العلل عليه (5).
وقد لعب الفضل بن يحيى دورا في الصراع بين الرشيد والعلويين فيذكر المسعودي أنه استطاع أن يغري صاحب الديلم بالأموال حتى باع يحيى بمائة ألف ألف درهم (6).
كما أن الفضل استطاع أن يكسب رضا الطرفين الرشيد ويحيى فلما قدم يحيى على الرشيد أكرمه وأجازه بجوائز سنية كما أكرم الفضل بن يحيى وفي ذلك يقول مروان بن أبي حفصة: