ظغرت بلا شك يد برمكية * رتقت بها الفتق الذي بين هاشم علي حين أعيا الراتقين التئامه * فكفوا وقالوا ليس بالمتلائم (1 كما أن الأصفهاني يذكر أن الفضل ساعد يحيى على الهرب، وقد علم الرشيد بذلك (2).
ولكن يحيى لم يسلم من الرشيد لا سيما بعد أن كثرت فيه السعايات عند الرشيد ووصلته الأخبار بأنه يدعو إلى نفسه وأن منتقض فوافق ذلك ما كان في نفس الرشيد له... فأشخصه وحبسه في سرداب كبير حتى مات في حبسه (3 واختلف في كيفية موته فيذكر اليعقوبي أن الوكل به منعه من الطعام فمات جوعا (4).
أما المسعودي فيذكر أنه ألقي في بركة فيها سباع جائعة فامتنعت عن أكله فبني عليه ركن بالحصى والحجر وهو حي (5).
وقد خرج أيضا أيام الرشيد أحمد بن عيسى بن زيد العلوي فحبسه الرشيد بالرافقة سنة 188 ه فهرب إلى البصرة وأخذ يكاتب الشيعة ويدعوهم إلى نفسه فبث عليه الرشيد العيون فلم يستطع الظفر به فأخذ حاضرا صاحبه والمدبر لأمره فلم يدله هذا على موضعه فقتله، وطفئ أمر أحمد ابن عيسى ولم يعرف خبره بعد ذلك (6).
وهكذا اختلف سياسة الرشيد مع العلويين بين اللين والشدة ويرى الدوري أن الرشيد استعمل أساليب الخداع في علاقاته مع العلويين ولم يتجنب الغدر للقضاء عليهم، فحفظ بذلك التقاليد المكيافيلية التي خلفها المنصور (7).