وقد خرج في أول شهر رمضان سنة 145 ه، ودعا إبراهيم في بدء أمره إلى أخيه محمد فلما قتل محمد دعا إلى نفسه (1).
واستمر إبراهيم ينشر دعوته سرا في البصرة وقد ساعده على ذلك أن والي البصرة سفيان بن معاوية تجاهل أمره وأيده في السر (2).
ويقول اليعقوبي: وكان إبراهيم قد قصد الكوفة وهو لا يشك أن أهل الكوفة يثبون معه بأبي جعفر فلما صار بالكوفة لم يجد ناصرا وقد علم أبو جعفر بوجوده فوضع الأرصاد والحرس ليمنعه من الخروج إلا أنه بعد أن علم خطأه احتال حتى خرج من الكوفة (3).
وقد استطاع إبراهيم أن يكسب كثيرا من الأنصار فأجابه أهل فارس والأهواز وغيرها من الأمصار وسار من البصرة في عساكر كثيرة من الزيدية وجماعة ممن يذهب إلى قول البغداديين من المعتزلة ومعه عيسى بن زيد ابن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب (4).
وبالرغم من صعوبة وضع المنصور وقلة جيشه إذ لم يكن لديه إلا 2000 رجل (5)، إلا أنه استطاع القضاء على ثورة إبراهيم، فوجه إليه عيسى بن موسى في العساكر فالتقوا بباخمري على ستة عشر فرسخا من الكوفة فقتل إبراهيم وقسما ممن كان معه وانهزم الباقون وذلك في سنة 145 (6).
ويقول المسعودي: وقتل معه من الزيدية من شيعته أربعمائة رجل وقيل خمسائة رجل (7).
وهكذا استطاع المنصور القضاء على هذا الخطر الذي زلزل ملكه