نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٤٥
الحسن البصري سمع هذا الكلام وصدقه وأضاف عليه وأكد فضل علي وترحم عليه وبكى حتى بل لحيته (١).
ويورد الجاحظ رأي الزيدية قائلا: والأشياء التي يستحق بها الخير أربعة التقدم في الإسلام، والذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن الدين، والفقه في الحلال والحرام، والزهد في الدنيا وهي مجتمعة في علي بن أبي طالب متفرقة في الصحابة (٢). ويبين رأيهم في أحقية علي للخلافة فيقول: إن الأمة أجمعت على أن العلماء من أصحاب رسول الله الذين يؤخذ عنهم العلم أربعة علي وعبد الله بن عباس وابن مسعود وزيد بن ثابت ومنهم من أضاف إليهم عمر بن الخطاب ثم يجعل لهم شروطا للتفضيل والتقديم بالصلاة فيقدم أقرؤهم لكتاب الله من عمر فسقط عمر. ثم أيهم أولى بالإمامة ولما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة من قريش، فسقط ابن مسعود وزيد ابن ثابت وبقي علي وابن عباس، فإذا كان عالمين قريشيين فقيهين فأولاهما بالإمامة أكبرهما سنا وأقدمهما هجرة فسقط ابن عباس وبقي علي فيكون أحق بالإمامة لما أجمعت عليه الأمة ولدلالة الكتاب والسنة عليه (٣).
ويقول الصاحب بن عباد وقالت الشيعة أن علي أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يعطي رأيه ويقول: وبعد فالفضيلة تستحق بالمسابقة وهو أسبقهم إسلاما وقد قال الله تعالى: ﴿والسابقون السابقون أولئك المقربون﴾ (4) وبالجهاد وهو لم يغمد حساما ولم يقصر إقداما، كشاف الكروب، وفراج الخطوب، ومسعر الحروب، قاتل مرحب، وقالع باب خيبر وصارع عمرو بن عبد ود ومن قال فيه النبي: لأعطين الراية غدا إلى

(١) سليم بن قيس: السقيفة ص ٨٣.
(٢) هذا الكلام من رسالة للجاحظ ذكرها الأربلي في كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة ج ١ ص ٣٥، وقد ورد ذكر هذا في رسائل الجاحظ التي نشرها السندوبي ولكن الجاحظ يذكر أن هذا رأي الزيدية في علي.
(٣) من رسالة للجاحظ في الترجيح والتفضيل نقلها عنه الأربلي في كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة ج ١ ص ٤٠، وقد ورد ما يشابه هذا في كتاب استحقاق الإمامة للجاحظ نشرها السندوبي ضمن رسائل الجاحظ على اعتبار أن هذا الرأي الزيدية.
(٤) سورة الواقعة ٥٦: 10.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298