الحسن البصري سمع هذا الكلام وصدقه وأضاف عليه وأكد فضل علي وترحم عليه وبكى حتى بل لحيته (١).
ويورد الجاحظ رأي الزيدية قائلا: والأشياء التي يستحق بها الخير أربعة التقدم في الإسلام، والذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن الدين، والفقه في الحلال والحرام، والزهد في الدنيا وهي مجتمعة في علي بن أبي طالب متفرقة في الصحابة (٢). ويبين رأيهم في أحقية علي للخلافة فيقول: إن الأمة أجمعت على أن العلماء من أصحاب رسول الله الذين يؤخذ عنهم العلم أربعة علي وعبد الله بن عباس وابن مسعود وزيد بن ثابت ومنهم من أضاف إليهم عمر بن الخطاب ثم يجعل لهم شروطا للتفضيل والتقديم بالصلاة فيقدم أقرؤهم لكتاب الله من عمر فسقط عمر. ثم أيهم أولى بالإمامة ولما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة من قريش، فسقط ابن مسعود وزيد ابن ثابت وبقي علي وابن عباس، فإذا كان عالمين قريشيين فقيهين فأولاهما بالإمامة أكبرهما سنا وأقدمهما هجرة فسقط ابن عباس وبقي علي فيكون أحق بالإمامة لما أجمعت عليه الأمة ولدلالة الكتاب والسنة عليه (٣).
ويقول الصاحب بن عباد وقالت الشيعة أن علي أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يعطي رأيه ويقول: وبعد فالفضيلة تستحق بالمسابقة وهو أسبقهم إسلاما وقد قال الله تعالى: ﴿والسابقون السابقون أولئك المقربون﴾ (4) وبالجهاد وهو لم يغمد حساما ولم يقصر إقداما، كشاف الكروب، وفراج الخطوب، ومسعر الحروب، قاتل مرحب، وقالع باب خيبر وصارع عمرو بن عبد ود ومن قال فيه النبي: لأعطين الراية غدا إلى